هذا الكتاب ليس عن أفكار جديدة, بل عن مبادئ لا يحدها زمن، واستخدمها رجال ونساء ناجحون عبر التاريخ. لقد درست هذه المبادئ لما يزيد على ٣٠ عامًا، وطبقتها على حياتي الشخصية. ومستوى النجاح الأسطوري الذي أتمتع به الآن، هو نتيجة لتطبيق هذه المبادئ يوميًّا منذ أن بدأت تعلمها في عام ١٩٦٨.
ويشمل نجاحي كوني مؤلفًا ومحررًا لأكثر من ٢٠٠ كتاب – من بينها ٦٠ كتابًا على قائمة صحيفة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا، وبيع منها أكثر من ٥٠٠ مليون نسخة مطبوعة بخمسين لغة حول العالم، وأحمل لقبًا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية، لتواجد سبعة من كتبي على قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا، بتاريخ ٢٤ مايو ١٩٩٨، وأربح دخلًا صافيًا يقدر بملايين الدولارات كل عام على مدار ٢٠ عامًا، وأعيش في مقاطعة كاليفورنيا الجميلة، وأظهر في كل برنامج حواري مهم (من أوبرا و مونتل حتى لاري كنج لايف و جود مورنينج أمريكا)، ولديَّ عمود صحفي يقرؤه الملايين أسبوعيًّا، وأتقاضى ما بين ٢٥٠٠٠ إلى ٦٠٠٠٠ دولار مقابل الحديث الواحد، وأتحدث في شركات مدرجة على قائمة فورتشن ٥٠٠ في كل أنحاء العالم، وحصلت على العديد من الجوائز المهنية والوطنية، ولديَّ علاقات أكثر من رائعة بزوجتي الجميلة وأطفالي الرائعين، وحققت مستوى ثابتًا من السلامة البدنية، والتوازن، والسعادة، والسلام الداخلي.
ولقد بدأت عقد صلات مع المديرين التنفيذيين لشركات مدرجة بقائمة فورتشن ٥٠٠، ونجوم سينما وتليفزيون وتسجيلات، ومؤلفين مشاهير، وأبرع المعلمين والقادة الروحيين على مستوى العالم. وألقيت خطبًا أمام أعضاء في الكونجرس، ورياضيين محترفين، ومديري مؤسسات، ونجوم في مجال المبيعات في كثير من أفضل المنتجعات ومراكز الاستجمام حول العالم – من منتجع فور سيزونز في بريتيش ويست إنديز إلى أفضل الفنادق في أكابولكو وكانكن. واستمتعت بالتزلج في إيداهو، وكاليفورنيا، ويوتاه، وركوب القوارب في كولورادو، والتخييم في جبال كاليفورنيا وواشنطن. بالإضافة إلى أنني قضيت عطلاتي في أفضل منتجعات العالم في هاواي، وأستراليا، وتايلاند، والمغرب، وفرنسا، وبالي، وإيطاليا. وبصورة عامة، الحياة متعة حقيقية!
ورغم ذلك فمثل معظم من يقرأون هذا الكتاب، فقد بدأت حياتي بصورة متواضعة جدًّا. فقد نشأت في مدينة ويلينج، ويست فيرجينيا، حيث كان أبي يعمل في محل لبيع الزهور، ويحصل على دخل يصل إلى ٨٠٠٠ دولار سنويًّا. وكانت أمي ربة منزل، وأبي كان مدمنًا للعمل. وكنت أعمل خلال عطلات الصيف لتدبر أموري المعيشية (كعامل إنقاذ في حمام سباحة، وفي الوقت نفسه مع أبي في محل الزهور). ودخلت الكلية بمنحة دراسية، وعملت في تقديم وجبات الإفطار في أحد بيوت الطلبة لأسدد ثمن الكتب الدراسية، والملابس، ولوازم أخرى. ولم يقدم لي أحد شيئًا على طبق من فضة. وخلال عامي الجامعي الأخير، حصلت على وظيفة معلم بدوام جزئي وكانت تدر عليَّ ١٢٠ دولارًا كل أسبوعين. وإيجاري كان ٧٩ دولارًا شهريًّا، بمعنى أنه يتبقى لي ١٦١ دولارًا لتغطية نفقاتي الأخرى. وقرب نهاية الشهر، كنت أتناول ما أطلقت عليه بعد ذلك اسم عشاء الواحد والعشرين سنتًا – ١٠ سنتات لعلبة من صلصة الطماطم، والثوم، والملح، والماء فوق كيس من الإسباجيتي بقيمة ١١ سنتًا؛ لذلك فأنا أعرف جيدًا معنى أن تشق طريقك بصعوبة بالغة حينما تكون في أسوأ الأوضاع من الناحية الاقتصادية.
وبعد الكلية، بدأت مسيرتي المهنية كمدرس تاريخ بمدرسة ثانوية في مدرسة للطلاب السود في الجانب الجنوبي من شيكاغو، ثم قابلت معلمي دبليو. كليمنت ستون. كان ستون مليونيرًا عصاميًّا، استعان بخدماتي للعمل في مؤسسته، حيث دربني على مبادئ النجاح الرئيسية التي ما زلت أتبعها حتى اليوم. وكانت وظيفتي أن أعلم هذه المبادئ ذاتها للآخرين. وبمرور السنوات، بدأت منذ مرحلة العمل مع السيد ستون في مقابلة مئات الأشخاص الناجحين، والرياضيين الأوليمبيين والمحترفين، والفنانين المشهورين، والمؤلفين الأكثر مبيعًا لكتبهم، ورجال الأعمال، والقادة السياسيين، ورواد الأعمال الناجحين، وكبار رجال المبيعات. وقد قرأت ألفي كتاب حرفيًّا، وحضرت مئات الندوات، واستمعت إلى آلاف الساعات من البرامج الصوتية لأكشف المبادئ العامة لتحقيق النجاح والسعادة. ثم طبقت تلك المبادئ على حياتي الخاصة. والمبادئ التي أثمرت هي التي علمتها في خطبي، وندواتي، وورش عملي لما يزيد على مليوني شخص في كل الولايات الخمسين… وفي ٣٦ دولة حول العالم.
وهذه المبادئ والتقنيات لم تُجدِ معي فقط، ولكنها ساعدت مئات الآلاف من طلابي على تحقيق نجاحات هائلة في مسيراتهم المهنية، وثروات أعظم في الجوانب المالية، والمزيد من الحيوية والبهجة في علاقاتهم، وسعادة وإشباع أكبر في حياتهم. ولقد بدأ طلابي مشروعات ناجحة، وأصبحوا من العصاميين أصحاب الثروات التي تقدر بالملايين، وحققوا نجومية في المجال الرياضي، وحصلوا على عقود مغرية بمبالغ قياسية، وأدوار بطولة في السينما والتليفزيون، وفازوا بمناصب سياسية، وأحدثوا تأثيرات ضخمة في مجتمعاتهم، وألفوا كتبًا من فئة الكتب الأكثر مبيعًا، وتم اختيارهم كأفضل معلمي العام بالمدارس التي يعملون بها، وحطموا كل أرقام المبيعات القياسية في شركاتهم، وكتبوا سيناريوهات حصلت على جوائز، وأصبحوا رؤساء لشركات، ونالوا الإشادة لمساهماتهم الخيرية البارزة، وكونوا علاقات ناجحة جدًّا، وربوا أطفالًا سعداء وناجحين للغاية .
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.