مصابي جليل، والعزاء جميل، …
وظني بأن الله سوف يديل
جراح وأسر، واشتياق، وغربة…
أحمل إني، بعدها، لحمول
وإني، في هذا الصباح، لصالح،…
ولكن خطي في الظلام جليل
إذا أردتَ أن تعلَمَ قسوةَ السجّان، وتواطؤ السجن عليك، فأسأل سجين، أو ذويه
إذا أردتَ أن تتذوَق صِدق المعاناة، وتتذوّق طعمَ الحياة الآخَر، فرجاءً لا تقرأ رواية عن الحبّ السرمديّ، ولكِن إقرأ في أدبِ السجون
رواية الطاهر بن جلّون هذه، مقتبسة عن الحقيقة، يروي لنا سجيننا معاناته، في الزنزانة “ب” مع 23 سجين غيره، ويقصّ علينا بأسلوب “باهِر” موتَ المعظم الساحِق من أصدقائه، وظروف موتهم
سُجِنوا لمحاولتهم الإنقلاب على الملك المغربي الحسن الثاني، في إنقلاب الصخيرات الشهير في 10 آب 1971
الكلمات لم تستعصِ على الطاهِر بن جلّون لوصف الحفرة -الحبس- الذي دفنوا فيهِ أحياء، على مدار 18 عاماً
لم يفقدوا إيمانهم بالله، وبقيَت ألسنهم رطبى بالقرآن والحديثِ الحسن
إرتقوا فوق عذاباتهم الجسمية، إرتقوا فوق الجوع، فوقَ التقتير، فوق الضيق، فوق العتمة، فوقَ العقارِب والصراصير، وفوقَ سخرية السجّان
وفي النهايَة، يتواطؤ السجّان مع سجينه، ويبدأ نموّ أمل الحرية، بعدَ أن قتلوه
هيَ فعلاً رواية باهِرة، فوقَ الوصف
جميلة، مؤلمة، ولا ترتوي منها
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.