فوائد الإتيكيت في إدارة الأعمال

كثيرًا ما تحادثنا في مؤسسة إميلي بوست حول إذا ما كنا قد أسأنا اختيار العنوان الرئيسي لهذا الكتاب؛ إذ كنا نشعر أحيانًا بأن العنوان الفرعي، المهارات الشخصية اللازمة للنجاح المهني، أكثر تعبيرًا عن فحوى الكتاب؛ وعلى أية حال يتناول هذا الكتاب كيف يمكنك تحقيق النجاح في حياتك المهنية.
لقد علمتنا خبرتنا الطويلة في مجال تعليم قواعد الإتيكيت في إدارة الأعمال على مدار سنوات الإيمان باعتقاد المؤلفة “إميلي بوست” القائل إنه لا يمكن الفصل بين سلوكيات الحياة اليومية وسلوكيات العمل؛ فكما يتوق الناس من مختلف أنحاء العالم إلى أن تكون علاقاتهم الشخصية طيبة، فهم يحتاجون أيضًا في مجالات العمل إلى معايير السلوك التي تجعل علاقاتهم المهنية أكثر انسيابية، ومتعة، وإنتاجية؛ حيث ستشكل معرفة السلوك الأفضل الفرق المُطلق بين المضي قدمًا … والتعثر.
إن المهارات الشخصية هي ما يساعد المرء على تكوين العلاقات المهنية الجيدة، التي تُعتبر أساس قواعد الإتيكيت في العمل، لا تلك التي تهتم بأي الأدوات تُستخدم، أو ضرورة استخدام اللقب والمنصب عند التحدث إلى شخص ما بدلًا من استخدام اسمه الأول، أو ملء ماكينة التصوير بالأوراق، أو تنظيف أطباقك وطاولتك بعد الانتهاء من تناول الطعام بمطعم الشركة.
لن يجعلك الإلمام بالتصرفات السليمة في السياقات المهنية المختلفة شخصًا مبهجًا، واثقًا بنفسه، وزميلًا لطيفًا في العمل فحسب، بل إنه سيزودك أيضًا بكل الآليات اللازمة لتكوين علاقات منتجة قوية مع شركائك في العمل، والتي ستساعدك وشركتك على تحقيق أهدافكما المشتركة. وعلى ضوء كثافة التنقلات الوظيفية في عالم اليوم، وتنامي مفهوم العمل الجماعي، ومراعاة الاختلاف بين الثقافات والأجيال المتباينة بالسوق العالمية، أصبحت المهارات الشخصية الآن أكثر أهمية من ذي قبل؛ فهي مفتاح تحقيق النجاح على المستوى المهني، ومن ثم يأتي دور قواعد الإتيكيت في العمل لمساعدتك على تكوين العلاقات.
ويهدف هذا الكتاب إلى مساعدتك على تقوية ثقتك بنفسك، حيث لا تُكتسب بمجرد معرفتك ما يجب عليك فعله فحسب، بل أيضًا بإدراكك لماذا يعد هذا السلوك مناسبًا. كما يقدم نصائح بشأن المبادئ الأساسية للإتيكيت الخاصة بالمراعاة، الاحترام، والأمانة وكيف تؤدي بك هذه المبادئ إلى السلوكيات الحميدة. وبإلمامك بها ستكون قادرًا بنفسك على تحديد “السلوك السليم” في أي موقف تواجهه