لمّا بدأ الثلج بالذوبان فوق سقف البيت الخشبي، تبلل البيت كلّه من الداخل بسبب سقوط قطرات الماء من السقف، كانت فتاة هذا البيت فاطمة، توزّع الحاويات وتضعها تحت الأماكن التي يسقط منها الماء وهي تتذمر، قللِت من هذا، قللِت، هل تسمعينني يا أمي!… قولي لزوجك إن عليه أن يجد لنا بيتاً نظيفاً ومرتباً.
استمرت فاطمة بكلام كلّه حقد وكراهية: في الحقيقة أنا أصبحت أخجل من هذا البيت، حتى إني لا أستطيع دعوة أصدقائي، في البيت المكّون من غرفتين وغرفة جلوس في مسكن المسجد، كانت أم فاطمة تستمع دائماً لتذمّر ابنتها فاطمة، وتأسف لحالها، يا ابنتي، يا صغيرتي، احمدي الله على هذه الحال، فغيرنا لا يجده، وسيأتي والدك بعد قليل، أظنه يصلي آخر ركعة، وصوتك وصل إلى المسجد، فتكلمي بصوت منخفض… الكلام نفسه في كل مرّة؛ سيسمع والدك، سيسمع والدك… فليسمع… فليسمعوا كلهم، فلم أعد أتحمل هذا، هل سألني والدي عندما أنجبني، وهل سألتني أنت قبل إنجابي؟ في داخلي أصوات تريد أن تخرج… استغفر الله… أنتم تجرّونني إلى المعصية، فلم أعد أتحمل، قلت هذا “آلاف” المرات… لم أعد أتحمل هذه الحياة، لم يسألني أحد إن كنت أريد هذه الحياة أم لا… أنت جننت حقاً يا ابنتي، لماذا سيُسأل الله في خلق عباده؟… وعندما تزرعين الورود في الحديقة، أو تزرعين البذور هل تسألينها؟ ربما هي أيضاً لا تريد أن تعيش في عالم ملوث مثل هذا؟… أنت مثل تلك الورود التي تزرعينها عند الله…
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.